المجاهد احمد الشريف
بقلم صلاح الدين ابوسيف الجبو
في أثناء وقوع الاعتداء الإيطالي علي البلاد في 1911 م كان المجاهد احمد الشريف مقيما في الكفرة حيث كان يوجه المقاومة العسكرية ضد القوات الاستعمارية الفرنسية في الجنوب التي حاولت إن تتقدم من حوض تشاد نحو الشمال،غير انه عندما علم بنبأ الغزو الإيطالي استشاط غضبا وثار حماسه للدفاع عن البلاد وتأهب إلي دعوة الناس إلي حمل السلاح وتحريضهم علي الكفاح ضد العدوان الغاشم.
ومن هنا أعلن احمد الشريف علي ضرورة المقاومة وحتمية الدفاع عن الدين والبلاد والأنفس والأعراض والأموال واعتبر ذالك واجبا مقدسا علي كل مواطن قادر علي حمل السلاح،وانطلاقا من ذالك المبدأ فقد قام بإعلان الجهاد وأصدر منشورا حث فيه الجميع علي الإسراع بالالتحاق بميادين القتال وعدم التهاون أو التقصير في أداء واجبه الوطني وتبرأ من كل من يتقاعس عن أداء واجبه أو يتعاون مع العدو وقد بعث بذالك المنشور وآمر بتعميمه علي المشايخ ورؤساء القبائل في مختلف نواحي المنطقة الشرقية، كما حث الجميع علي ضرورة التعاون والانضواء تحت لواء المقاومة المسلحة بقيادة أنور باشا في منطقة درنة. لقد كان لإعلان احمد الشريف للجهاد ضد الطليان أثر كبير في سير حركة المقاومة في المنطقة الشرقية فقد بث الحماس في قلوب المجاهدين من أبناء القبائل وأثر في رفع معنوياتهم وجعلهم يتدفقون علي المعسكرات بأعداد كبيرة، ولما كان المجاهد احمد الشريف علي دراية تامة بالتطورات السياسية والعسكرية في أتناء أقامته في الجغبوب وكان يراقب الأحداث عن كثب في الشمال فقد تميز موقفه في تلك الفترة أيضا بتعاونه المطلق مع الضباط الأتراك بقيادة أنور باشا في منطقة درنة وذالك من اجل دعم الجبهة وضمان استمرارية حركة الجهاد ضد العدوان والتنسيق من اجل توفير المؤن والحصول علي الإمدادات العسكرية. وأثر ذالك التنظيم نشبت عدة معارك ضاربة بين الطليان والمجاهدين بقيادة الضباط الأتراك والذين سرعان ما انسحبوا عندما وقعت حكومتهم معاهدة الصلح – أوشي لوزان – عام 1912 م، وأمرت بانسحابهم وترك أهل البلاد يواجهون مصيرهم لوحدهم. وبالرغم من انسحاب تركيا من الميدان بهذه الصورة المتخاذلة فأن ذالك لم يؤثر في المقاومة الليبية التي ازدادت علي مر الأيام قوة وفعالية، وظهر هذا واضحا في خطاب أحمد الشريف الذي وجهه إلي أنور باشا ((... نحن والصلح علي طرفي نقيض ولا نقبل صلحا بوجه من الوجوه إذا كان ثمن الصلح تسليم البلاد إلي العدو ))، ومنذ تلك اللحظة استلم احمد الشريف المعدات الحربية والأسلحة التركية من المنسحبين واتجه إلي – مسوس – حيث أسس بها قيادة عامة لجيش المجاهدين في 6 أكتوبر 1912م، ثم انطلق يؤسس الأدوار ويجتمع بمشايخ القبائل ويطلعهم علي التطورات العسكرية ضد العدو. وفي أثناء الحرب العالمية الأولي انضمت تركيا إلي جانب حليفتها ألمانيا ضد الحلفاء،ومن نتائج تلك الحرب علي المقاومة الليبية إغلاق الحدود المصرية في وجه الإمدادات التي كانت تصل إلي المجاهدين ولاسيما بعد إن أغار احمد الشريف علي الإنجليز في مصر وانضم إلي الجانب التركي وعينه السلطان العثماني نائبا عنه في أفريقيا ومنحه حق أعطاء الرتب والنياشيب، كل ذالك بسبب خطة جعلت احمد الشريف يشترك مع الضباط الأتراك في أعداد حملة لمهاجمة الإنجليز في مصر ووقعت عدة معارك بين الطرفين. ومن نتائج أخفاق الحملة عل الإنجليز، تشتت المقاومة في المناطق الشرقية وكذالك نفي احمد الشريف خارج البلاد بناء علي بنود الاتفاق بين إدريس السنوسي والإنجليز. وغادر احمد الشريف البلاد مارا بالجغبوب وجالو واوجلة وزلة وعسكر في العقيلة حتى أكتوبر 1917 م، حيث غادر البلاد علي غواصة ألمانية إلي الآستانة ثم إلي المدينة المنورة وتوفي هناك عام 1933 م.
بقلم صلاح الدين ابوسيف الجبو
في أثناء وقوع الاعتداء الإيطالي علي البلاد في 1911 م كان المجاهد احمد الشريف مقيما في الكفرة حيث كان يوجه المقاومة العسكرية ضد القوات الاستعمارية الفرنسية في الجنوب التي حاولت إن تتقدم من حوض تشاد نحو الشمال،غير انه عندما علم بنبأ الغزو الإيطالي استشاط غضبا وثار حماسه للدفاع عن البلاد وتأهب إلي دعوة الناس إلي حمل السلاح وتحريضهم علي الكفاح ضد العدوان الغاشم.
ومن هنا أعلن احمد الشريف علي ضرورة المقاومة وحتمية الدفاع عن الدين والبلاد والأنفس والأعراض والأموال واعتبر ذالك واجبا مقدسا علي كل مواطن قادر علي حمل السلاح،وانطلاقا من ذالك المبدأ فقد قام بإعلان الجهاد وأصدر منشورا حث فيه الجميع علي الإسراع بالالتحاق بميادين القتال وعدم التهاون أو التقصير في أداء واجبه الوطني وتبرأ من كل من يتقاعس عن أداء واجبه أو يتعاون مع العدو وقد بعث بذالك المنشور وآمر بتعميمه علي المشايخ ورؤساء القبائل في مختلف نواحي المنطقة الشرقية، كما حث الجميع علي ضرورة التعاون والانضواء تحت لواء المقاومة المسلحة بقيادة أنور باشا في منطقة درنة. لقد كان لإعلان احمد الشريف للجهاد ضد الطليان أثر كبير في سير حركة المقاومة في المنطقة الشرقية فقد بث الحماس في قلوب المجاهدين من أبناء القبائل وأثر في رفع معنوياتهم وجعلهم يتدفقون علي المعسكرات بأعداد كبيرة، ولما كان المجاهد احمد الشريف علي دراية تامة بالتطورات السياسية والعسكرية في أتناء أقامته في الجغبوب وكان يراقب الأحداث عن كثب في الشمال فقد تميز موقفه في تلك الفترة أيضا بتعاونه المطلق مع الضباط الأتراك بقيادة أنور باشا في منطقة درنة وذالك من اجل دعم الجبهة وضمان استمرارية حركة الجهاد ضد العدوان والتنسيق من اجل توفير المؤن والحصول علي الإمدادات العسكرية. وأثر ذالك التنظيم نشبت عدة معارك ضاربة بين الطليان والمجاهدين بقيادة الضباط الأتراك والذين سرعان ما انسحبوا عندما وقعت حكومتهم معاهدة الصلح – أوشي لوزان – عام 1912 م، وأمرت بانسحابهم وترك أهل البلاد يواجهون مصيرهم لوحدهم. وبالرغم من انسحاب تركيا من الميدان بهذه الصورة المتخاذلة فأن ذالك لم يؤثر في المقاومة الليبية التي ازدادت علي مر الأيام قوة وفعالية، وظهر هذا واضحا في خطاب أحمد الشريف الذي وجهه إلي أنور باشا ((... نحن والصلح علي طرفي نقيض ولا نقبل صلحا بوجه من الوجوه إذا كان ثمن الصلح تسليم البلاد إلي العدو ))، ومنذ تلك اللحظة استلم احمد الشريف المعدات الحربية والأسلحة التركية من المنسحبين واتجه إلي – مسوس – حيث أسس بها قيادة عامة لجيش المجاهدين في 6 أكتوبر 1912م، ثم انطلق يؤسس الأدوار ويجتمع بمشايخ القبائل ويطلعهم علي التطورات العسكرية ضد العدو. وفي أثناء الحرب العالمية الأولي انضمت تركيا إلي جانب حليفتها ألمانيا ضد الحلفاء،ومن نتائج تلك الحرب علي المقاومة الليبية إغلاق الحدود المصرية في وجه الإمدادات التي كانت تصل إلي المجاهدين ولاسيما بعد إن أغار احمد الشريف علي الإنجليز في مصر وانضم إلي الجانب التركي وعينه السلطان العثماني نائبا عنه في أفريقيا ومنحه حق أعطاء الرتب والنياشيب، كل ذالك بسبب خطة جعلت احمد الشريف يشترك مع الضباط الأتراك في أعداد حملة لمهاجمة الإنجليز في مصر ووقعت عدة معارك بين الطرفين. ومن نتائج أخفاق الحملة عل الإنجليز، تشتت المقاومة في المناطق الشرقية وكذالك نفي احمد الشريف خارج البلاد بناء علي بنود الاتفاق بين إدريس السنوسي والإنجليز. وغادر احمد الشريف البلاد مارا بالجغبوب وجالو واوجلة وزلة وعسكر في العقيلة حتى أكتوبر 1917 م، حيث غادر البلاد علي غواصة ألمانية إلي الآستانة ثم إلي المدينة المنورة وتوفي هناك عام 1933 م.
